قلق الانفصال؛ لنتعرف على أهم الأسباب وطرق التشخيص والعلاج
قلق الانفصال؛ لنتعرف على ماهية الانفصال والذي هو أحد أعراض القلق وعلى الأسباب الكامنة ورائه بالإضافة إلى أبرز الاعراض وطرق التشخيص وأساليب التعامل والعلاج.

قلق الانفصال (Dissociation anxiety)؛ هو ليس تشخيص أو مرض بحد ذاته وإنما هو أحد الأعراض والذي عادة ما يكون مرتبطاً بالقلق. عندما يعاني أحد الأشخاص من التباعد، يصبح منفصلاً عن ذاته أو عن محيطه، رد الفعل هذا يساعد على التخفيف مؤقتاً من الذكريات المؤلمة أو الخجل أو القلق ولكن لا يعتبر صحياً. لنتعرف معاً في هذا المقال على أهم الأسباب الكامنة وراء الانفصال وطرق التشخيص والعلاج وأساليب التعامل مع قلق الانفصال.
فهرس المحتويات
ما هو الانفصال؟
يشير الانفصال إلى الابتعاد عن اللحظة الراهنة. هي طريقة يقوم بها عقلنا اللاواعي ليتمكن من التعامل مع الأفكار السلبية أو أن يتجنبها كذلك الأحداث المؤلمة التي تواجهنا. يحدث الانفصال عادةً استجابةً لحدث مؤلم في الحياة كأن نتعرض لأذى من نوع ما كحادث سير وغيره. لذا نستنتج أنه يوجد رابط ما بين الانفصال والصدمة وكذلك اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD). مع ذلك يمكن أن يترافق الانفصال مع أعراض اضطرابات القلق أيضاً.
غالباً، يتم التعرف على الانفصال الذي يحدث نتيجة مشاعر الخوف والذعر أو الإرهاق الشديد، ولكن لا يصنف كعرض من أعراض القلق إنما ينسب لأسباب أخرى غالباً ما تكون صحية. بشكل عام، يشكل الانفصال عائقاً في علاج الكثير من الاضطرابات حيث إنه من الممكن أن يؤخر أو يعيق علاج الصدمات. لذلك من الضروري معالجة مشكلة الانفصال أولاً وذلك عن طريق اتباع علاج نفسي وطرق للتأقلم وهذا ما سنتحدث عنه في مقالنا هذا لذا تابعوا القراءة لتعرفوا أكثر.
أعراض قلق الانفصال
يحدث الانفصال خارج نطاق الوعي، ولكن من الممكن أن يشعر الشخص به، وبالأخص إذا كان مرتبطاً بالقلق. ينفصل الإنسان عن وعيه وهويته وذاكرته وأفكاره. الآن لنلقي نظرة على أبرز أعراض الانفصال:
- تبدد الشخصية:
عندما ينفصل العقل عن الجسد أو الأفكار أو المشاعر أو الأفعال. كمثال تشعر وكأنك تشاهد فيلم عن نفسك. تشمل أعراض تبدد الشخصية ما يلي: تصورات غريبة، فقدان الإحساس بالوقت، خدر جسدي أو عاطفي، يشعر الشخص بأنه غير واقعي أو غائب.
- الابتعاد عن الواقع:
ينتاب الشخص البالغ الغائب عن الواقع أحاسيس لا يشعر بها الناس الطبيعية كأن يرى كل ما حوله غير حقيقي أو يرى أن العالم باهت أو رمادي.
“اقرأ أيضاً: المغنيسيوم لعلاج القلق“
أسباب الانفصال
السبب الدقيق للانفصال غير معروف، يشير العلماء إلى أن الانفصال يرتبط باضطرابات القلق والمزاج وهو أيضاً طريقة للتعامل مع الصدمة. لذا غالباً ما يؤثر الانفصال على الناس الذين مروا بأحد أنواع الصدمات التالية:
- الحوادث.
- الاعتداء الجسدي أو الجنسي.
- الكوارث الطبيعية.
- القتال العسكري.
“اقرأ أيضاً: الطعام الصحي والقلق“
تشخيص الانفصال
يوجد ثلاثة أنواع من اضطرابات الفصام في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5). مع ذلك لا علاقة لها بالإنفصال المرتبط بالقلق، وهذه الاضطرابات هي:
- اضطراب تبدد الشخصية: ينطوي على شعور الشخص المستمر بأنه منفصل عن العالم.
- فقدان الذاكرة الانفصالي: تعاني من صعوبة في تذكر الموافق والأحداث.
- اضطراب الهوية الانفصالية: يتميز بوجود شخصيتين أو أكثر وثغرات ومشاكل في الذاكرة.
لا يوجد تشخيص فعلي لـ “قلق الانفصال” على الرغم من أن الانفصال يمكن أن يكون أحد أعراض ومسببات اضطرابات القلق. تشمل اضطرابات القلق الرئيسية التي قد يكون الانفصال أحد أعراضها ما يلي:
- اضطراب القلق المعمم (GAD).
- الهلع.
- القلق الاجتماعي.
- الرهاب.
“اقرأ أيضاً: رعشات القلق“
علاج الانفصال
على الرغم من عدم وجود علاج محدد للانفصال، فقد ثبت أن الأدوية والعلاج النفسي يساعدان. لذا لنلقي نظرة على دورهما في العلاج:
العلاج بالأدوية
بالرغم من عدم وجود دواء محدد يوصف للانفصال إلا أن الطبيب قد يوصف أدوية كمضادات الذهان، الاكتئاب أو مضادات القلق لتقليل بعض علامات وأعراض الانفصال.
العلاج النفسي
يتم اتباع العلاجات النفسية لمعالجة الانفصال المتعلق بالقلق (مثل العلاج السلوكي المعرفي أو العلاج السلوكي الجدلي) . إزالة حساسية حركة العين وإعادة المعالجة (EMDR) هو علاج آخر يستخدم أحياناً. نظراً لأن الانفصال يمكن أن يتداخل مع فعالية العلاج، فقد يطلب منك المعالج القيام بالأشياء التالية للخروج من مرحلة الانفصال:
- استخدام لغة العين.
- تناول قطعة حلوى واستمتع بها.
- قم بالتجوال والمشي.
- قم بتسلية نفسك مثلا عدد 5 حيوانات بأحرف الأبجدية الخمسة الأولى.
- عدد 5 من الأشياء التي تتمكن من الشعور بها ورؤيتها وسماعها.
- تكلم عن ما حدث معك عندما انفصلت وحاول أن تتذكر عما كنت تتحدث عندما تباعدت.
- يجب عليك أن تتذكر دائماً أن التباعد هو استراتيجية تجنب.
“اقرأ أيضاً: أسباب نوبات القلق“
التعامل مع انفصال القلق
الأساس في إدارة أعراض الانفصال المرتبط بالقلق هو ممارسة أساليب التأريض لكي يستطيع الشخص المصاب بقلق الانفصال أن يعود إلى اللحظة الحالية. يتم ذلك من خلال وضع خطة أساسية لاتباعها دائماً عندما تجد نفسك متباعداً أو تشعر كما لو كنت منفصلاً. تصعب السيطرة والتحكم في الانفصال لكن يمكن تقليل احتمالية حدوثه بالإضافة إلى تجاهله بدلاً من ترك قلقك يخرج من تحت سيطرتك. بمعنى آخر، سيتوقف الانفصال عندما لا يشعر العقل (Mind) بأنه بحاجة إلى حمايتنا. أما عن الخطوات الوقائية وفق البحث والتي يمكن اتباعها لإدارة أعراض الانفصال المرتبط بالقلق:
- النوم لساعات كافية يومياً أمر هام جداً.
- قم بممارسة الرياضية بانتظام وبشكل يومي.
- مارس تقنيات الإعادة إلى الواقع واللحظة الحالية.
- لا تسمح للقلق بأن يصبح مدمراً لك وشديد.
- تقليل التوتر والمحفزات اليومية والثقة بالنفس.
“اقرأ أيضاً: الكافيين والقلق“
الأسئلة الشائعة حول Dissociation anxiety
بعد أن تعرفنا على أعراض قلق الانفصال، تشخيص الانفصال، كيفية التعامل مع انفصال القلق، بالإضافة إلى أهم 5 طرق لإدارة الأعراض. لنلقي نظرة على أكثر الأسئلة والاستفسارات التي يطرحها الناس حوله:
هل الانفصال من أعراض القلق؟
كيف أعرف أنني منفصل؟
ما هو علاج قلق الانفصال؟
ختاماً بعد أن تعرفنا على قلق الانفصال (Dissociation anxiety)، أعراض قلق الانفصال، تشخيص الانفصال، نصائح لكيفية التعامل مع انفصال القلق، نتمنى أن تكون معلوماتنا مفيدة نصيحتنا لك في حال شعرت بأي من أعراض الانفصال التي سبق وذكرناها، خذ الوقت الكافي لاستيعاب الوضع ثم قم بزيارة الطبيب أو أخصائي الصحة العقلية ليساعدك على تخطي المرحلة ويقدم لك الرعاية اللازمة لعلاج هذا الاضطراب.
التعليقات مغلقة.