التشخيص المزدوج؛ ما هي الأسباب وكيف تتعامل معه؟

التشخيص المزدوج؛ أو كما يطلق عليه أيضًا الاضطرابات المتزامنة، هو عبارة عن تشخيصك باضطرابين معًا، إذن كيف يتم التشخيص؟ هذا ما سنقوم بمناقشته مع العناصر الأخرى.

التشخيص المزدوج (Dual Diagnosis)، هو تشخيص الفرد باضطرابين اثنين معًا، وذلك يرجع للجوء البعض لسلك طريق الإدمان بدلاً من مواجهة مشكلات حياتهم، أو العكس من ذلك وهو تسبب الإدمان في ظهور اضطراب عقلي للشخص المدمن، وبذلك نستنتج أن الاضطرابات المتزامنة هي الشيء وضده، والآن تعرف معنا بشيء من التفصيل العميق حول ما هي الأسباب وكيف تتعامل معه؟


نبذة عن التشخيص المزدوج

التشخيص المزدوج، الذي يشار إليه أيضًا باسم الاضطراب المتزامن، ويصفه الدكتور كافالو، أستاذ مساعد في الطب النفسي في كلية الطب بجامعة ييل، أنه تلك الحالة التي يشخص فيها  الشخص باضطراب في الصحة العقلية واضطراب تعاطي المخدرات، كما يوضح  أن أحد الأمثلة على التشخيص المزدوج هو الإصابة باضطراب تعاطي الكحول أو تعاطي المخدرات إلى جانب حالة الصحة العقلية مثل اضطراب المزاج أو القلق.

غالبًا ما لا يكون التشخيص المزدوج من قبيل الصدفة، حيث يقول الدكتور كافالو: “ينتشر المرض العقلي بمعدل الضعف لدى الأشخاص المصابين بالإدمان”، ويلاحظ المعهد الوطني لتعاطي المخدرات (NIDA)، أن ما يقرب من نصف الأشخاص الذين يقاسون من اضطراب تعاطي المخدرات يقاسون أيضًا من اضطراب عقلي في مرحلة ما خلال حياتهم، والعكس صحيح.

أسباب التشخيص المزدوجطبيب ذو بشرة سمراء يوضح لمريضه علل التشخيص المزدوج

هناك الكثير من أسباب التشخيص المزدوج التي تفسر حدوث اضطرابات تعاطي المخدرات بالتزامن مع حالات الصحة العقلية، وذلك وفقًا للمعهد الوطني للصحة العقلية (NIMH) وتتمثل فيما يلي:

عوامل الخطر الشائعة

لكل من اضطرابات تعاطي المخدرات وحالات الصحة العقلية عوامل خطر مشتركة، مثل الإجهاد والصدمات، وربما تلعب العوامل الوراثية دورًا أيضًا، حيث تميل حالات الصحة العقلية واضطرابات تعاطي المخدرات إلى الانتشار في العائلات.

“اطلع على: النمط الظاهري للتوحد الواسع

تؤدي حالات الصحة العقلية إلى استخدام المواد المخدرة

يمكن لظروف الصحة العقلية أن تغير دماغ الشخص، مما يجعله أكثر عرضة للتأثيرات المجزية للكحول، وهذا يجعله أكثر عرضة لمواصلة استخدام المادة وتطوير إدمانها، من المحتمل أن يستخدم الشخص الذي يعاني من مشاكل الصحة العقلية، الكحول أو المواد للتداوي الذاتي لأعراضه، مثلًا، قد يلجأ شخص يعاني من القلق أو الاكتئاب أو اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) إلى مواد مثل الكحول أو المخدرات ليشعر بالتحسن، ومع ذلك، في حين أن المواد يمكن أن توفر ملاذًا مؤقتًا، إلا أنها تزيد من سوء أعراض هذه الحالات بمرور الوقت.

يمكن أن يؤدي استخدام المواد إلى حالات صحية عقلية

وبالمثل، يمكن لتعاطي المخدرات أن يغير الدماغ بطرق تجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بحالة صحية عقلية، يقول الدكتور كافالو إن الشخص الذي يتعاطى الكحول أو المواد المخدرة ربما يكون أكثر عرضة لمشاكل الصحة العقلية، وكلما طالت مدة تعاطيه لتلك المواد، زاد خطر الإصابة بالأمراض العقلية، بالرغم من أن اضطرابات تعاطي المخدرات وحالات الصحة العقلية قد تحدث معًا، إلا أنه قد يكون من الصعب تحديد أيهما يأتي أولاً أو يسبب الآخر، “من الصعب أحيانًا التأكد من مسببات الاضطرابات المتزامنة”.

“اقرأ كذلك: عدم تحمل الكحول (Alcohol Intolerance)


تشخيص الاضطرابات المصاحبةطبيب متقد في العمر ذو شعر أبيض يقوم بتشخيص الاضطرابات المتزامنة لمريضته التي تعاني من الإدمان

يشير الاتحاد الوطني للأمراض العقلية (NAMI) إلى أن أعراض الاضطرابات المتزامنة يمكن أن تختلف اختلافًا كبيرًا اعتمادًا على الظروف التي يعاني منها الشخص، ويتحدد تشخيص الاضطرابات المصاحبة عندما يقوم الأخصائي النفسي أو الطبيب النفسي، بإجراء تقييم (Evaluation) شامل للمريض، ويسأل عن أعراض الحالات المختلفة ويفهم بداية الأعراض وتطورها بمرور الوقت، كما يقول الدكتور كافالو.

أحيانًا، يكون من الصعب فهم الأعراض لأن أعراض الصحة العقلية من المحتمل أن تكون مرتبطة بنمط من تعاطي المخدرات، أو تأثيرات التسمم، أو حتى الانسحاب المرتبط بمادة معينة، “على سبيل المثال، قد يتوقف الشخص عن تعاطي الكوكايين وقد يكون التأثير الحاد هو مزاج مكتئب.”

لذلك، من الضروري أن تسأل عن الأعراض التي ربما كانت موجودة أو لم تكن موجودة قبل تعاطي المخدرات وما إذا كان تعاطي المخدرات قد أدى إلى تفاقم أعراض الصحة العقلية، ومن المهم أيضًا التعرف على المحفزات النفسية والاجتماعية مثل الإجهاد الشديد أو تاريخ الصدمة التي قد تكمن وراء كلا الاضطرابين.

“اقرأ أيضًا: علاج التوحد بالحيوانات الأليفة


علاج الاضطرابات المتزامنة

يوضح الدكتور كافالو أنه يجب أن يداوي علاج التشخيص المزدوج كلا من المرض العقلي وتعاطي المخدرات في وقت واحد، حيث أن لكليهما تأثير على حياة الشخص، ولذلك فإن العلاج يتكون من دمج الاضطرابين معًا بدلاً من التركيز على كل منهما على حدة، فيما يلي بعض أبرز 5 طرق للعلاج قد يوصي بها مقدمو الرعاية الصحية للتشخيص المزدوج:

  • إزالة السموم:

تتضمن الخطوة الأولى، التي يمكن أن تكون عقبة رئيسية، وقف استخدام المواد وسحبها من النظام، غالبًا ما تطبق عملية التخلص من السموم في مكان مخصص للمرضى الداخليين، بحيث يمكن لمقدمي الرعاية الصحية مراقبة المريض وتقديم الأدوية والرعاية في حالة تعرض الشخص لأعراض الانسحاب.

  • العلاج النفسي:

غالبًا ما يكون العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، مفيدًا في تغيير أنماط التفكير غير الصحية التي تساهم في تعاطي المخدرات، لأنه من الممكن أن يحتاج بعض الأشخاص إلى علاج مكثف في البداية، ولكن بمجرد السيطرة على أعراضهم وتعلم مهارات التأقلم المفيدة، ربما يتمكنون من تقليل تكرار جلسات العلاج.

  • الأدوية:

بالإضافة إلى المساعدة في علاج أعراض الانسحاب، يمكن أن تساعد الأدوية أيضًا في علاج أعراض حالات الصحة العقلية.

  • إعادة تأهيل المرضى الداخليين:

يستفيد الأفراد الذين يقاسون من اضطرابات متزامنة من إعادة تأهيل المرضى الداخليين، حيث يمكنهم تلقي المراقبة المستمرة والرعاية الصحية العقلية.

  • مجموعات الدعم:

قد يكون التعامل مع الاضطرابات المتزامنة أمرًا صعبًا، ولذلك توفر مجموعات الدعم وسيلة للأشخاص لمشاركة النصائح والاحتفال بالنجاحات والتنفيس عن الإحباط والعثور على الموارد وتقديم المساعدة والإلهام.

يجب أن تأخذ خطة علاج الاضطرابات المتزامنة في الاعتبار أن الاضطرابات المتزامنة قد تكون أكثر استمرارًا وشدة من وجود اضطراب واحد فقط، ولا يمكنك علاج أحدها دون تقييم عوامل الخطر للآخر.

“قد يهمك: مستويات اضطراب طيف التوحد


التعامل مع التشخيص المزدوجطبيبة تشرج لمريضتها كيفية التأقلم مع الاضطرابات المتزامنة للإدمان

يشارك الدكتور كافالو بعض استراتيجيات التعامل مع التشخيص المزدوج التي قد تكون مفيدة في تخطيه:

  • طلب المساعدة:

الخطوة الأولى لمساعدة شخص ما على التعامل مع الاضطرابات المتزامنة هي إقناعه بطلب المساعدة، لأن العثور على مقدم رعاية عطوف يكون على استعداد للاستماع وفهم كيفية تأثير التشخيصات على رفاههم الجسدي وصحتهم العاطفية وحياتهم الاجتماعية أمر ضروري للتدخل الناجح.

  • المشاركة بنشاط في العلاج:

التحدث إلى أحد المتخصصين هو مجرد بداية لعملية التعافي، لان المشاركة الفعالة في العلاج أمر بالغ الأهمية، كما يعد الانخراط الكامل في العلاج مع الدعم المناسب من داخل وخارج برنامج العلاج مفيدًا للغاية.

  • التركيز على الشعور بالتحسن:

يمكن لأي اضطراب في الصحة العقلية أو تعاطي المخدرات أن يخلق مجموعة متنوعة من التحديات للمريض وأصدقائه وعائلاته، قد تؤدي الاضطرابات المتزامنة إلى تعقيد خطة العلاج، لكن التعليم والدعم والعلاج والأدوية يمكن أن تساعد الأفراد على التعافي وعيش حياة منتجة للغاية.

تذكر أنه يمكن للناس أن يتحسنوا بالعلاج المناسب، من المهم أن تكون متفتحًا، وتعثر على فريق دعم، وعدم التخلي عن عملية الاسترداد.

“اقرأ كذلك: تشخيص التوحد عند البالغين


الأسئلة الشائعة حول Dual Diagnosis

والآن بعد أن تعرفت على أسباب التشخيص المزدوج، تشخيص الاضطرابات المصاحبة، التعامل مع التشخيص المزدوج، اطلع على أبرز الأسئلة الشائعة حوله:

ما هي أعراض التشخيص المزدوج؟

في حين أن المؤشرات تختلف من مرض لآخر، إلا أن بعض الأعراض الشائعة للتشخيص المزدوج تشمل:
  • الانسحاب الاجتماعي مثل الابتعاد الأصدقاء والعائلة والذين يقدمون الدعم.
  • تغيرات في الشهية أو الوزن.
  • السلوك الغاضب أو العنيف أو المتهور.
  • تغيرات في أنماط النوم (الأرق أو النوم المفرط).

في النهاية بعد أن تعمقت حول التشخيص المزدوج (Dual Diagnosis)، لابد أنك أدركت الآن أن التعامل مع اضطراب تعاطي المخدرات أمرًا صعبًا، وقد يكون الأمر أكثر صعوبة مع الاضطرابات المتزامنة، لأن الإصابة بها يمكن أن يؤدي إلى تفاقم كلتا الحالتين، لذلك من المهم طلب المساعدة لهذه الحالات والحصول على تشخيص دقيق والمشاركة في العلاج من أجل البدء في الشعور بالتحسن.

Originally posted 2022-10-11 17:00:00.

فهرس على قوقل نيوز

تابعنا الأن

التعليقات مغلقة.