القلق العام؛ أبرز الأعراض، الأسباب، وأنواع الشخصيات المختلفة وتعاملها معه

القلق العام؛ تتنوع اضطرابات القلق التي تصيب الإنسان وتختلف بحسب طبيعة الشخص الذي تؤثر عليه. حيث إن مشاعر التوتر التي يظهرها البعض حيال شخص أو شيء ما قد تكون بمثابة القرصة الصغيرة التي تدفعهم لتجنبه وهي متناقضة مع المشاعر التي يظهرها شخص آخر نحو نفس المثير حيث تكون ساحقة ومرعبة. تعرف معنا من خلال هذه السطور اضطراب القلق العام (Generalized anxiety disorder )، أبرز الأعراض، الأسباب، وأنواع الشخصيات المختلفة وتعاملها معه.

ما هو اضطراب القلق العام؟

يعد اضطراب القلق العام أشهر نوع من الاضطرابات التي تصيب الأفراد بالقلق الدائم والمفرط والتدخلي. يظهر منذ الطفولة عند البعض وقد يتأخر عند البعض الآخر حتى سن البلوغ، وبصرف النظر عن وقت حدوثه إلا أنه يستمر لدى البالغين مدى الحياة. تتميز اضطرابات القلق بما فيها الاكتئاب أو الرهاب العام بإمكانية علاجه والسيطرة عليه من خلال الدمج بين العلاج النفسي والسلوكي إلى جانب الأدوية. كذلك قد يكون من المفيد أحياناً تغيير نمط حياة المصاب واتباع تقنيات الاسترخاء للتأقلم أو السيطرة على الأعراض قدر المستطاع.

أعراض القلق العام

تختلف أعراض القلق اﻟﻌﺎم من شخص لآخر فالبعض يشعر بها جميعها والبعض الآخر يعاني عدد محدد منها، ويكون سهل وخفيف لدى أشخاص أو شديد وصعب التعامل معه والسيطرة عليه لدى أشخاص آخرين.

الأعراض النفسية

من الأمثلة التي تشير إلى وجود عارض نفسي يحدث لدى الفرد نتيجة القلق العام:

• ينظر المصابون إلى كل موقف على أنه سلبي.
• يتميز بانعدام القدرة على التركيز.
• القلق قبل اتخاذ أي قرار والخوف من الوقوع في الخطأ.
• نوبات من التشنج والرهاب.
• يمتاز بعدم الشعور بالاسترخاء أو الارتياح.
• شعور بالضيق المفرط والتوتر المستمر.
• الهلع بشكل مفرط تجاه الأحداث البسيطة غير متناسب معها.

الأعراض الجسدية

لا تقتصر أعراض القلق العام على الحالة النفسية فقط بل يعاني العديد من الأشخاص أعراضاً وعلامات جسدية أيضًا تتمثل في أبرز 6 أعراض جسدية له:

• الجري بسرعة عند الخوف والارتعاش.
• اضطرابات هضمية كالغثيان والإسهال.
• التهيج والصداع.
• الإحساس بالآلام العضلية.
• الأرق واضطرابات في النوم.
• الرابط بين الشخصية والقلق.

“اقرأ أكثر عن: القلق الشديد“

أسباب القلق العام

يمكن تفسير سبب اضطراب القلق بطرق متنوعة، تكون عادةً الاحتمالات البيولوجية أحد أكثر أسباب القلق العام أهمية، بينما يجد الخبراء بأن طريقتنا التي نعبر بها عن التوتر والقلق ترتبط بالأسلوب الذي تعودنا أن نتعامل به مع شعورنا والعالم من حولنا. هناك عدة عوامل مسببة لاضطرابات الصحة العقلية بشكل عام واضطراب القلق المعمم بشكل خاص. يعتقد معظم الخبراء بأنه يمكن ربط الشخصية باضطراب التوتر فقد يكون للتأثيرات الجينية والبيولوجية تأثيراً قوياً على الإصابة بالقلق إلا أنه من المؤكد وجود عوامل إضافية مساهمة كذلك.

مثلا إذا قمنا بتعليم المريض أن شعوره بالقلق حالة نفسية طبيعية الحدوث وأنه ضروري لتحقيق النتائج المرضية ربما يعتاد الأمر ويصبح القلق شعوراً معتاداً وجزء لا يتجزأ من تصرفاته في أعماله وعلاقاته وجوانب حياته المختلفة. هكذا يمكننا أن نعتبر اﻟﻘﻠﻖ من سمات الشخصية، وتشير أبحاث أن وجود عدد معين ﻣﻦ السمات الشخصية كالتثبيط الاجتماعي والانعزالية والهزات العاطفية تزيد من فرصة الإصابة بمرض القلق.

“تعرف على: الهوس الخفيف“

قلق الحالة وقلق السمة

يشير العديد من الباحثين في بعض الأحيان إلى مصطلحي قلق الحالة وقلق السمة عندما يتناقشون في أثر شخصية الفرد على صحته العقلية، مثلاً إذا شعر أحد الأشخاص المصابين بقلق السمات أن مشاعر الخوف كثيفة أكتر من الشخص الطبيعي الذي لا يعاني نفس الإصابة. أما من جانب آخر إن قلق الحالة هو أن تشعر بأن هذا التوتر واقعي وهو مجرد حالة عرضية ومؤثرة وليست طويلة مستمرة.

حيث إن سمة القلق هي الاستعداد السلوكي المكتسب الكامن حتى يتم تنشيطه بفضل المنبهات سواء الداخلية أو الخارجية أما حالة القلق فهي الانفعال المؤقت الذي يتغير بحسب الموقف الذي يتعرض إليه الإنسان.

“اقرأ المزيد عن: رهاب الخلاء“

أنواع الشخصيات المختلفة والقلق

قد تتساءل بينك وبين نفسك بشأن العلاقة بين أنواع الشخصيات المختلفة والقلق، كيف تؤثر شخصية كل فرد على مشاعره؟ بصرف النظر عن النوع الأساسي للشخصية إلا أن كل فرد معرض أن يعاني من التوتر وبما أنه لا يوجد تشابه تام بين شخص وآخر فإن هناك اختلافات واضحة في شخصية كل فرد وكيفية استجابته للمحيط حوله. هناك أربع فئات رئيسية للشخصية يمكن لكل فرد أن يجد نفسه في أحدها هي:

النوع A

الناس من الشخصية A يعانون غالباً من:

• التفوق والمنافسة والنظام والطموح.
• أحياناً يكونون عدوانيين وغير صبورين.
• توصف الميول والسلوكيات أفراد هذا النوع بمصطلح العصابية.
• مدمنون على العمل
• يحفزهم الضغط والتوتر على الإنجاز.
• معرضين للتعب والإجهاد أكثر من غيرهم.
• غالبًا غير راضين عن أعمالهم حتى لو كانت ناجحة.
• أفراد هذا النوع معرضين لأن ينخرطوا في سلوكيات مدمرة عند التعرض للضغط.
• معرضين للإصابة باضطرابات متعلقة بالقلق والتوتر أكثر من غيرهم.
• يتم ارتفاع هرمون التوتر في أجسامهم بسبب سلوكياتهم وعواطفهم وأساليب التأقلم المتبعة.
• يستخدمون استراتيجيات أثناء العمل تساعدهم على النجاح ( Success)

النوع B

يتصف الأشخاص من النوع B بالصفات التالية:

• متأهبين دوماً ويقظين بشدة مستعدين للاستمرار في عملهم.
• ينجحون أغلب الأوقات بدون تركيز على الفوز.
• يتعرضون لضغوط أخف في معظم مجالات الحياة.
• صبورين ومتسامحين مع المحيطين بهم.
• لديهم ميل لتعاطي المخدرات أكثر من نوع A.
• يميلون لاتخاذ تدابير احتياطية وقائية.

النوع الانطوائي

يبقى فترة من الزمن وحيداً مبتعداً عن الأنشطة الاجتماعية وذلك ليعيد شحن نفسه، ولا يعني هذا أنه يكره وجود الآخرين حوله. لكنه يميل بنسبة كبيرة إلى الانعزال قليلاً عندما يجد نفسه تحت ضغوط كبيرة لأن بقاءه مع المجتمع قد يكون مرهقاً وصعبًا عليه ولن يستطيع العمل بكفاءة.

يلجأ المرء الانطوائي لتقنيات التجنب والامتناع عن المواجهة وهذا علاج مريح لفترة مؤقتة وليس وسيلة تأقلم ذات فاعلية. تشير الدراسات إلى ضرورة التواصل مع مختص بالصحة العقلية يرشدهم لسلوكيات صحية تخفف الأعراض لديهم مثل القيام بالتمارين الرياضية اليومية المناسبة والأنشطة.

النوع المنفتح

يحصل الشخص المنفتح على طاقته من وجوده قرب الآخرين وحولهم، ولكن هذا لا يعني بأنهم لا يفضلون أحيانًا الانفراد بأنفسهم في بعض الأحيان. لا يجوز إبعاد المنفتحين عن التواصل مع المحيط لأن ذلك يصعب حصولهم على حاجتهم من التجارب والمشاعر الضرورية للتعامل. يميل المنفتحون للاسترخاء بصورة أسهل من الانطوائيين وذلك بحسب دراسات عديدة تفترض أن بنية الدماغ العصبية للمنفتحين تميل للراحة أكثر من البنية الدماغية للانطوائيين وهذا ما قد ينفعهم في حالات التوتر.

“اقرأ أكثر عن: الاكتئاب ثنائي القطب“

كيفية التعامل مع القلق العام

عندما نرتبك نتيجة معاناتنا من مشاعر توتر وقلق هذا يدفعنا أن تتعلم كيفية التعامل مع القلق مهما كان نوعه والخطوة الأساسية الواجب علينا أن نقوم بها هي البحث في داخلنا والتعرف على المشاعر التي نخفيها خلف قلقنا وما إذا كانت هناك بعض الجوانب من شخصيتنا كالسلوكيات التي اكتسبناها والآليات المتبعة للتأقلم هي التي تسبب ارتباك، وإذا كنت مستعد لتعمل على تغييرها أو تعديلها أم لا.

على الأغلب هذه الأهداف هي جزء من العلاج المعتمد لاضطراب القلق العام. أيضاً من المهم اللجوء إلى طبيب أخصائي بالصحة العقلية ليرشدك إلى السبيل الصحيح للعلاج. إن الطرق المتبعة عادة لعلاج هذا الاضطراب مختلفة ومتنوعة، يمكن أن تميل وتختار إحداها دون الأخرى، ويرجع السبب في ذلك إلى مدى تطور فهمك لتأثير الجوانب المعينة من شخصيتك على توترك.

“يمكنك الاطلاع على: اضطراب الشخصية التجنبية“

الأسئلة الشائعة حول Generalized anxiety disorder

يصيب اضطراب القلق العام الأفراد من مختلف الأعمار وهو شائع بين النساء إلى حد ما أكثر من الرجال. هو شعور بعدم الارتياح طويل الأمد وأعراضه مشابهة لأعراض الوسواس القهري، ونوبات الهلع، ومن أبرز الأمثلة حول الأسئلة المطروحة عن هذا الموضوع:

ختاماً بعد أن تعرفنا على اضطراب القلق العام ( Generalized anxiety disorder )، أعراض القلق العام، أسباب القلق العام، كيف تتعامل أنواع الشخصيات المختلفة مع القلق، لا بد أن يلجأ المُصابون إلى تشخيص الإصابة بوقت مبكر بواسطة خبير حرصاً منهم على طلب العلاج والدعم من الأصدقاء المقربين والعائلة الذي يعيد التوازن النفسي لهم ويحافظ على سلامة الصحة العقلية لديهم دون أن تتفاقم المواقف

Originally posted 2022-12-08 16:36:24.