تشخيص التوحد عند الاطفال؛ مجموعة من التقييمات سوف تضع قدميك على خارطة العلاج السليمة

تشخيص التوحد عند الاطفال (Autism Diagnosis in Children)؛ وهو مجموعة من التقييمات التي يتم عبرها تحديد ما إذا كان الطفل يفي بالمعايير التي وضعها الدليل التشخيصي للاضطرابات العقلية لتشخيص مرض التوحد عند الأطفال (DSM-5). للأسف لا توجد حتى الآن اختبارات معملية قادرة على تشخيص التوحد، لكن يجب القيام بإجراء تشخيص مبكر حيث يمكن تشخيص التوحد عند الرضع من 8 أشهر، وكذلك معرفة أي نوع من أنواع التوحد، سوف تضع قدميك على خارطة العلاج السليمة.

أسباب التوحد

لم يتوصل العلم الحديث إلى السبب الحقيقي وراء الإصابة بمرض التوحد عند الأطفال، حيث خرجت عدة أبحاث محيرة نظرا لتعارض الكثير من الأعراض وندرة البعض، فقد يكون هناك مجموعة معقدة من الأسباب منها:

• ارتباط التوحد باضطرابات جينية كاضطراب ريت، أو متلازمة fragile x syndrom.
• الطفرات الجينية، والتي تعزز الإصابة باضطراب التوحد.
• العوامل البيئية مثل: العدوى الفيروسية، الأدوية، مضاعفات الحمل، وملوثات الهواء.

تشخيص مرض التوحد عند الاطفال من خلال الأعراض

تعد مراقبة الآباء لأعراض مرض التوحد عند الاطفال هي الخطوة الأولى على طريق التشخيص الدقيق لمرض التوحد عند الاطفال، وتشمل الأعراض:

الأعراض الاجتماعية

تعبر عن كيفية تفاعل الطفل، وتواصله سواء لفظي، أو غير لفظي مثل:

• تجنب الاتصال البصري.
• عدم الرد على اسمه، وعدم ظهور تعبيرات للوجه قبل 9 أشهر.
• لا يستطيع ممارسة ألعاب من نوع لعبة pat-a-cake.
• يستخدم القليل من الإيماءات مثل: التلويح للوداع عند 12 شهرا.
• غياب تعبيرات الاهتمام قبل 15 شهرا.
• عدم الإشارة إلى الأشخاص أو الأشياء حتى بلوغ 18 شهرا.
• غياب الإحساس بالخطر، وعدم إدراكه متى يمكن أن يتأذى حتى السنتين.
• عدم ملاحظة وجود أطفال آخرين، ومشاركتهم في اللعب حتى يصل 3 سنوات.
• عدم القدرة على الانخراط في الألعاب التخيلية مثل: لعب دور الأبطال الخارقين  قبل 4 سنوات.
• لا يستطيع الرقص، الغناء، أو التمثيل حتى 60 شهرا.

الخصائص السلوكية

توضح الخصائص السلوكية كيف يتصرف الطفل فيما يتوافق مع سنه والمعايير المتوقعة:

• اللعب بنفس الطريقة كل مرة.
• التركيز على جزء معين من شيء ما.
• يتضايق عندما يتم تغيير أماكن الأشياء.
• رفرفة اليدين، هز الجسم، الدوران في دوائر، مما يدعى stimming.
• الايكولاليا، وهي تكرار الكلمات والجمل.
• اتباع طقوس وروتين معين لا يتغير.
• حساسية غير طبيعية للأصوات، الروائح، والطعوم، فيما يعرف بفرط التنبيه الحسي.

“اقرأ أيضا: الايكولاليا باضطراب فرط الحركة“

اختبارات تشخيص التوحد عند الاطفال

هناك 4 اختبارات شائعة يستخدمها المتخصصون للمساعدة في تشخيص مرض التوحد عند الاطفال، وتشخيص التوحد عند الرضع ومن هذه الاختبارات:

المقابلة المعدلة لتشخيص التوحد  (ADI-R)

تجري مقابلة  Autism Diagnostic Interview-Revised مع الآباء للمساعدة في التمييز بين التوحد، والأسباب الأخرى المحتملة، وهو مخصص للأطفال الذين لا يقل أعمارهم عن السنتين، وتشمل المقابلة 93 سؤالا تتعلق بمهارات الاتصال، السلوكيات المتكررة، والتفاعلات الاجتماعية كي يتم تقييم سلوكيات الطفل الحالية، والسابقة. تصنف الإجابات على كل سؤال تبعا مقياس من 0 إلى 9 كما يلي:

• 0: لا توجد سلوكيات توحد.
• 1: تم بالفعل ملاحظة السلوك، ولكن ليس بالقدر الكافي لتشخيص التوحد.
• 2: هناك سلوك غير طبيعي.
• 3: يوجد سلوك شديد.
• 7: شذوذ محدد ولكن ليس من النوع المحدد
• 8: لا ينطبق
• 9: لا يعرف ولا يسأل

فحص التواصل الاجتماعي (SCQ)

يصاحب فحص  The Social Communication Questionnaire مقابلة ADI-R لمعرفة مدى تطابق النتائج، وهو يستغرق حوالي 10 دقائق، يتم خلالها طرح أسئلة على الوالدين حول سلوك الطفل على مدار الثلاث أشهر السابقة. يتم خلال الفحص طرح 40 سؤالا تتطلب إجابة بسيطة بـلا أو نعم. تعين درجة 1.5 مقابل السلوكيات الغير طبيعية. كما تشير الدرجة النهائية التي تبلغ 15 أو أكثر إلى احتمالية مرتفعة للإصابة بمرض التوحد.

“اقرأ كذلك: اضطراب نقص الانتباه بعد التشخيص“

تشخيص التوحد عند الرضع والصغار

يمكن تشخيص التوحد عند الرضع عند عمر 18 شهرا أو ربما أقل. لكن بحلول الثانية، يمكننا اعتبار تشخيص التوحد مؤكد. أهم أدوات تشخيص التوحد:

قائمة مراجعة معدلة للتوحد عند الأطفال الصغار (M-CHAT)

تم تصميم The Screening Tool for Autism in Toddlers & Young Children للأطفال الذين تتراوح أعمارهم من 16 إلى 30 شهرا. يكون هذا الاختبار أول اختبار يتم إجراؤه لتحديد ما إذا كان هناك حاجة لمزيد من التقييمات، يطرح على الآباء 20 سؤالا تستغرق حوالي 20 دقيقة. يمكن تحديد خلالها ما إذا كان الطفل يعاني من خطر التوحد المنخفض، التوحد المتوسط، أو التوحد الخطير، بما في ذلك:

• هل الطفل يتظاهر أو يشارك في لعبة التخيل؟
•  إذا كان الطفل يشير إلى شيء ما عند الطلب.
• هل الطفل يتبع نقطة من قبل شخص آخر؟
• ما إذا كان الطفل ينخرط في التأشير الأولي دلالة على الاهتمام؟

أداة فحص التوحد عند الأطفال الصغار والرضع (STAT)

هي اختبار تفاعلي يستخدم لتشخيص التوحد عند الاطفال ما بين 24 إلى 36 شهرا، وهو اختبار قائم على اللعب يتكون من 12 نشاطا مختلفا. يقوم بتقييم كيفية تفاعل الطفل وتواصله، منها قدرته على التقليد أو طلب الانتباه وتوجيهه. تستخدم أدوات مساعدة مثل كرة وشاحنة ودمية وفقاعات وبالونات، يصنف الأخصائي كل نشاط على أنه ناجح، فاشل أو مرفوض. وتتراوح النتيجة الإجمالية من 0 وهي تشير  إلى خطر إصابة بالتوحد منخفض، أما 4 فهي خطر مرتفع. بينما 2 أو أعلى فتتطلب مزيدا من التقييم.

“اقرأ أيضًا: مقياس كونرز 3“

كيفية تشخيص التوحد عبر التشخيصات التفاضلية

هناك العديد من الحالات التي تتشابه أعراضها مع التوحد، منها التنموي، العصبي المرتبط بالجهاز العصبي، النفسي المرتبط بمرض عقلي، أو مرضي مرتبطة بمرض ما. لذا يجب أن يتم استبعاد باقي الأسباب  الأخرى، والتي قد تكون:

1. اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD).
2. متلازمة الهش fragile x syndrome، وهي حالة وراثية تتسبب في إعاقات تعليمية.
3. ضعف السمع، وهو خلقي، أو مكتسب.
4. اضطراب الوسواس القهري (OCD)، وهو حالة ذهنية تسبب أفكار شاذة، سلوكيات متكررة.
5. اضطراب التعلق التفاعلي، وهو اضطراب سلوكي لا يكون فيه الرضيع رابط مع أحد الوالدين.
6. الصمت الانتقائي، وهو اضطراب ناتج عن القلق لا يستطيع فيه الطفل التحدث اجتماعيا.
7. حالة توريت، والتي تبدأ في مرحلة الطفولة وتتسبب في حركات ونطق متكررة.

“اقرأ أيضًا: علاج التوحد بالحيوانات الأليفة“

تحديد أنواع التوحد

لا يقتصر تشخيص التوحد عند الأطفال على إثبات وجود مرض التوحد عند الاطفال فقط، ولكن يجب معرفة أنواع التوحد حتى يتمكن المعالج النفسي من وضع بروتوكول العلاج السليم، وتشمل أنواع التوحد:

• اضطراب أسبرغر Asperger’s syndrome:
  يظهر فيها أعراض معتدلة، وأقل حدة تبدأ في الظهور في سن مبكرة، كما تفتقر إلى التأخر اللغوي، وتكون نسبة الذكاء طبيعية. يمكن تشخيصها عبر وجود ضعف في التفاعل الاجتماعي مع وجود سلوكيات وأنماط متكررة.
• اضطراب التوحد الكلاسيكي Autistic Disorder:
  تظهر الأعراض أكثر حدة من متلازمة أسبرغر، حيث يعاني الطفل فوق الثلاث سنوات من مشكلات اجتماعية، تأخر لغوي، وإعاقة ذهنية.
• اضطراب الطفولة Childhood Disintegrative disorder:
  يسمى متلازمة هيلر Heller’s syndrome، والتي ينمو فيها  الطفل طبيعيا، وبعد سنتين تظهر مشكلات التواصل، والمهارات الاجتماعية، ويصيب هذا النوع 2 في كل 100,000 طفلا، يصاب الأطفال بنوبات صرع، ضعف القدرة على الكلام، ضعف فهم اللغة، والاستماع، ويكون الطفل غير قادر على بدء المحادثة، السلوك المتكرر.
• اضطراب النمو الشامل Pervasive Developmental Disorder:
  يعرف باضطراب التوحد الغير نمطي Atypical Autism، ويعاني الأطفال من أعراض متوسطة بين متلازمة أسبرغر والنوع الكلاسيكي، يعاني الأطفال من مشاكل اجتماعية ومشاكل في التواصل، كما يعترضهم مشاكل في استخدام مفردات اللغة وفهمها، ويوجد كذلك الحركات المتكررة.

“اقرأ أيضًا: تشخيص التوحد عند البالغين“

الأسئلة الشائعة حول Autism Diagnosis in Children

إن تشخيص التوحد عند الاطفال عملية مركبة، ولا زالت محيرة ويدور حولها الكثير من علامات الاستفهام:

نصيحتنا في نهاية المطاف أيا كان الأخصائي الذي تختاره، لا بد وأن تتأكد من تدريبه وتأهيله بشكل جيد للقيام بتشخيص التوحد عند الاطفال Autism Diagnosis in Children بشكل احترافي، حيث تعتمد جودة الاختبارات المستخدمة لتشخيص مرض التوحد عند الاطفال على كفاءة الأخصائين الذين يديرونها، فبقدر ما تبدو الاختبارات سهلة ومباشرة إلا إنها تتطلب تدريبا لتفسيرها بدقة.

Originally posted 2022-10-14 17:00:24.