التوحد اللانمطي؛ أبرز الأسباب والأعراض والعلاج

atypical autism

التوحد اللانمطي؛ تعرف على التوحد الغير نمطي كأحد اضطرابات النمو العقلية لدى الأشخاص الذين يعانون بعض أعراض التوحد، وما هي أسبابه وكيفية التشخيص وسبل العلاج.

التوحد اللانمطي؛ مصلح التوحد اللانمطي atypical autism أو ما يدعى أيضاً اضطراب النمو الشامل غير المحدد هو أحد المصطلحات التي تطلق على الطفل الذي يعاني بعض أعراض التوحد دون أن يفي بجميع معايير الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية في إصداره الرابع لنتعرف في هذا المقال على التوحد اللا نمطي؛ أبرز الأسباب والأعراض والعلاج.


ما هو التوحد اللانمطي؟

يشير مفهوم التوحد إلى عدد من الاضطرابات النفسية العقلية والسلوكية لدى الأطفال والراشدين وله العديد من الأشكال والمراحل التي يمر بها. بشكل عام يظهر الشكل العادي للتوحد في سن مبكرة أما التوحد الغير نمطي يتطور وتظهر الأعراض الأولية للانحراف بعد ثلاث سنوات. بحسب الإحصاءات الطبية يعد التوحد غير النمطي من الحالات النادرة التي تصيب 10 أشخاص من كل عشرة آلاف إصابة بالنمط الكلاسيكي. بصرف النظر عن شكل المرض ونوعه فإن علاجه يتطلب استخدام منهج فردي بحسب الحالة لعلاج المريض وتحسين حياته.

في عام 2013 تم تحديث تعريف التوحد وفقاً للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية ليضم مجموعة أكبر من الأعراض التي تندرج تحت عنوان اضطراب طيف التوحد. يمكن أن تشخص إصابة طفل ما بالتوحد اللا نمطي إذا كان يعاني من غالبية الأعراض أو السمات التي يتسم بها الشخص المصاب باضطراب التوحد. ليس بالضرورة أن تظهر عليه الصعوبات الثلاثة التالية:

  • الضعف والصعوبة في التواصل اللفظي وغير اللفظي.
  • التفاعل الاجتماعي الضعيف حيث يكون عاجز عن فهم السلوكيات والحدود الاجتماعية.
  • تكرار السلوكيات وتفضيلهم للروتين وعجزهم عن التصرف والتفكير بمرونة فتكون نشاطاتهم مقيدة أكثر ومتكررة.

أعراض التوحد اللانمطي

طفل عليه بعض سمات اضطراب النمو الشامل يجلس وحيداً في المكتبة

يمكن أن تكون أعراض التوحد اللانمطي معتدلة أكثر فهو من الحالات الخفيفة التي لا تتطلب التدخل العلاجي الجاد وخاصةً بالنسبة للأشخاص الذين يعيشون حياة طبيعية. مع ذلك يعاني المصابون الكثير من الصعوبات نتيجة هذه الإعاقة أبرز 3 أعراض له:

  • المشاكل في التواصل مع المجتمع:
    تختلف هذه الأعراض من مريض إلى آخر فبعضهم يكون لديه صعوبة في التواصل اللفظي والغير لفظي والبعض يتجنب الاتصال بالآخرين بأي شكل من الأشكال.
  • تأخر في الكلام والفهم اللغوي:
    يصعب عليه التعبير وصياغة الكلام الشفهي بسبب نقص في عدد المفردات لديه. يمك أيضاً أن يجد صعوبة في فهم حديث الآخرين إلا أنه يكون مدرك بشكل حرفي للمعاني التصويرية ويميل إلى تكرار كلمات وعبارات بشكل روتيني.
  • مناعة عاطفية:
    تجعله غير قادر على إدراك الإشارات والإيماءات وتعابير الوجه والعينين. يمكن أن يكون لدى الفرد عواطف معينة ولكنه يعجز عن إظهارها.
  • سلوكيات اجتماعية غير لائقة وعدوانية أحيانا ناجمة عن اضطراب في الجهاز العصبي.
  • الاهتمامات الضيقة:
    فليس لدى المريض أي اهتمام بأي موضوع. فهو يميل إلى الروتين ويستطيع القيام بنشاط واحد طيلة اليوم مثل اللعب بسيارة أو لعبة أو مشاهدة برنامج واحد فقط طيلة اليوم وقد يلجأ إلى العدوانية عند محاولة تنويع نشاطاته.

“يمكنك الاطلاع على: خبراء التوحد


تشخيص التوحد اللانمطي

طفل يجلس على الأرض ويلعب بالمعجون تتم مراقبته لتقييم إصابته بالتوحد اللانمطي

لا بد أن يقوم كل من الأهل أو المشرفين القائمين على رعاية الطفل بالبحث عن مستوى التأخر لديه في المجالات الاجتماعية التي قد تظهر منذ الطفولة المبكرة وتتجلى في الصعوبات التي تواجهه أثناء استخدامه لمفاهيم اللغة وطريقة فهمه لها، إضافة إلى معاناته أثناء التواصل مع الآخرين وعاداته الغريبة الغير عادية التي تظهر أثناء لعبه، وصعوبة تكيفه مع البيئة المحيطة به وحركات جسمه النمطية التي يكررها دائماً وغيرها من الأمور التي تجعل تشخيص التوحد الغير نمطي صعباً فأعراضه قد تأتي خفيفة وبشكل مشابه لأعراض اضطراب التوحد.

يمكن أن يساعد تشخيص التوحد اللا نمطي المبكر الوالدين لمعالجة المشكلة قبل تفاقم الحالة أو فقدان أحد المهارات. كما يمكن إجراء اختبارات تنموية قياسية في تشخيص الإصابة عند الاشتباه بأحد الأشخاص أو إذا كانت هناك دلائل تشير إلى الإصابة مثل تاريخ الفرد السلوكي وطرق تواصله وأدائه النفسي والعصبي.

“اقرأ أكثر عن: حقائق علمية عن التوحد


الفرق بين التوحد اللانمطي ومتلازمة أسبرجر

يلجأ بعض الباحثين إلى المقارنة بين الأشخاص الذين يعانون من التوحد اللانمطي وأولئك الذين يعانون من توحد أو متلازمة اسبرجر لمعرف الفرق بينهما، وجاء نتيجة البحث أن نصف عدد الأطفال الذين لديهم توحد غير نمطي يظهر عليهم سلوكيات متكررة بشكل قليل قد يشير إلى أنهم لم يستكملوا المعايير التي تدل على الإعاقة وربع منهم يعاني من تأخر لغوي عابر أو تأخر في النمو الإدراكي أما الربع الأخير إما كان في عمر متقدم وإما في عمر صغير لا يستوفي شروط التشخيص المطلوب للتوحد.

“تعرف على: كيفية تهدئة طفل التوحد


أسباب التوحد غير النمطي

طفل بلعب بقطع خشبية يعاني توحد غير نمطي نتيجة أسباب وراثية

إن ظهور اضطراب التوحد النمائي أو ما يسمى التوحد غير النمطي مرتبط بمجموعة أسباب رئيسية تسبب الحالة ومن أبرز أسباب التوحد غير النمطي:

  • العامل الوراثي:
    معظم الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب لهم في الغالب أقارب مصابون باضطراب طيف التوحد أو يشكون من اضطرابات نفسية أخرى.
  • البيئة أثناء الحمل:
    أغلب الأمراض التي قد تصاب بها الأم وخاصة في الثلث الأول من الحمل من الأمور المسببة لاضطراب التوحد كالنزيف أو الالتهابات ومضاعفات بعد الولادة وغيرها من العوامل الخطرة.
  • الخلل في الدماغ:
    خلل في وظائف المخ أو المخيخ ومشاكل في النصف الأيسر من دماغ الإنسان.

“اقرأ المزيد عن: التكامل الحسي والتوحد


علاج التوحد غير النمطي

التوحد هو اضطراب يستمر مدى الحياة وتختلف أساليب علاج التوحد غير النمطي وفقاً لكل حالة، ومعظم الحالات التي تم فيها تشخيص التوحد غير النمطي كانوا يعانون من أعراض أخف من غيرهما لهذا يلجأ الأطباء إلى علاجات قياسية قد تنطبق على اضطراب التوحد كالنطق أو إلى علاجات مهنية طبيعية وسلوكية ونمائية. التوحد اللا نمطي قد يتطلب مستوى من الرعاية الدائمة والعلاج كأي شكل من أشكال اضطراب طيف التوحد.

لا بد من وضع خطة علاج مخصصة تلبي حاجات كل فرد وبأسرع وقت لتستمر منافع العلاج مدى الحياة ويمكن أن يكون التدخل السلوكي مفيد للأطفال والكبار الذين يعانون من اضطراب التوحد حيث يعلمهم مجموعة من المهارات (Skills) التي تقلل الأعراض وتعالج مشاكل القصور لدى مريض التوحد.

“تعرف المزيد حول: مفهوم اضطراب طيف التوحد


الأسئلة الشائعة حول atypical autism

هناك مجموعة من التساؤلات التي قد تتبادر إلى أذهان الناس عند الحديث عن التوحد اللا نمطي إليك أبرز هذه الأسئلة وأهم الإجابات عليها:

ما هو التوحد اللانمطي؟

التوحد اللانمطي (Atypical Autism) هو نوع من أنواع التوحد التي يعاني فيها المصاب من أعراض أقل حدة من أعراض التوحد الكلاسيكي أكثر حدة من متلازمة اسبرجر.

هل مرض التوحد هو مرض نفسي؟

إن مرض التوحد من الاضطرابات العصبية العقلية المعقدة التي تؤثر على الوظائف الطبيعية للدماغ مسببةً مشاكل عديدة في النمو تظهر بشكل واضح في طريقة التواصل والتفاعل مع الآخرين.

متى تم اكتشاف مرض التوحد؟

الشخص الأول الذي تم تشخيصه بأنه مصاب بالتوحد هو دونالد جراي تريبلت في عام 1943.

ختاماً، بعد أن تعرفنا من خلال مقالنا على التوحد اللانمطي (atypical autism)؛ تشخيص التوحد اللانمطي، أعراض التوحد اللانمطي، أسباب التوحد غير النمطي، علاوةً على معرفة الفرق بين التوحد اللانمطي ومتلازمة اسبرجر لا بد من التدخل المبكر وتوجيه العائلة إلى أساليب التعامل مع الشخص الذي يعاني هذا الاضطراب.

Originally posted 2022-10-15 17:00:49.

فهرس على قوقل نيوز

تابعنا الأن

التعليقات مغلقة.