التفكك واضطراب تشتت الانتباه؛ كيف يرتبطون ببعضهم البعض؟

التفكك واضطراب تشتت الانتباه (Attention Deficit Disorder dissociation)، يعد من المواضيع الشائعة التي يثار حولها الكثير من الأسئلة، فنحن نعرف أن هذا اضطراب مختلف وهذا آخر غيره فكيف إذا يمكن الجمع بينهم وهل تتشابه أعراض التفكك واضطراب تشتت الانتباه معًا؟ وكيف يرتبطون ببعضهم البعض؟

نبذة عن التفكك واضطراب تشتت الانتباه

في حين أن التفكك ليس من أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (adhd)، فإن الاثنين مرتبطان ارتباطًا وثيقًا، حيث تظهر على الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات فصامية أيضًا أعراض اضطراب فرط النشاط والعكس صحيح، فيما يلي دليل حول ماهية التفكك، ولماذا يرتبط ارتباطًا وثيقًا باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، وأفضل النصائح الإضافية لعلاج التفكك واضطراب تشتت الانتباه.

“اقرأ أيضاً: إخفاء اضطراب تشتت الانتباه“

ماهية التفكك

التفكك هو مصطلح واسع يشمل مجموعة واسعة من الاضطرابات التي يتعامل فيها الناس مع الإجهاد أو الصدمة عن طريق “الهروب” من الواقع العقلي، في وسائل الإعلام، عادة ما يتم تقديمه على أنه اضطراب الهوية الانفصامي (المعروف سابقًا باسم “الشخصيات المنقسمة”)، أو فقدان الذاكرة (نوبات شديدة ومعزولة من فقدان الذاكرة)، بالنسبة للكثيرين، فإنه يأخذ شكل تبدد الشخصية أو الاغتراب عن الواقع، حيث تبدأ الاستجابة التلقائية للبقاء / الحماية، مما يؤدي إلى “الانفصال” عن الألم أو التوتر الذي تعاني منه، وتشعر وكأنك خارج حياتك، وتشاهد الأحداث تتكشف كمتفرج وليس كبطل.

عندما يعاني شخص ما من شيء مؤلم، فإن إحدى طرق التغلب على هذا الألم العاطفي الشديد هي إجراء استراحة عقلية نظيفة مع نفسك، إذا كنت لا تستطيع الهروب من الموقف جسديًا أو إزالته من ذاكرتك، فيمكنك على الأقل الهروب منها عقليًا، إنها طريقة عقلك في محاولة الحفاظ على سلامتك وسعادتك، لكن العيب هو أنك لا تنفصل فقط عن الألم، أنت تنفصل عن كل شيء، قد يكون من الصعب الحفاظ على علاقات صحية أو الاستمرار في التركيز في العمل أو المدرسة إذا كنت لا تشعر أن أيًا منها هو حياتك.

“اقرأ أيضًا: التحكم بنوبات غضب الطفل“

ارتباط التفكك واضطراب تشتت الانتباه

ترتبط الاضطرابات الانفصالية بشكل شائع بالصدمات، فكيف يكون ارتباط التفكك واضطراب تشتت الانتباه؟ يكمن الارتباط في حقيقة أن الصدمة وADHD مرتبطان ارتباطًا وثيقًا، لأن الأطفال الذين يعانون من الصدمة يمكن أن يصابوا بأعراض تشبه أعراض اضطراب فرط النشاط، بينما يمكن أن تسبب الصدمة وADHD أعراضًا متشابهة، من المهم ملاحظة أن الصدمة لا تسبب اضطراب نقص الانتباه.

“قد يهمك: تشخيص اضطراب قصور الانتباه“

استراتيجيات علاج Attention Deficit Disorder and dissociation

يمكن استعادة السيطرة ببطء ومنع نوبات التفكك وكذلك اضطراب فرط النشاط من خلال الممارسة والعلاج، فيما يلي أبرز 3 استراتيجيات لعلاجهم:

اذهب إلى العلاج

سواء أصبت باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أو الصدمة أولاً، سيكون العلاج ضروريًا للشفاء وإدارة الأعراض، حتى إذا لم تتمكن من تحديد أي تجربة أو حدث معين، فإن أعراض الانفصام عادة ما تكون نتيجة لمحاولة عقلك لحمايتك من الألم ( العاطفي، هذا لا يعني أن لديك ذكريات مكبوتة ،وإنما يعني أن الانفصال قد يكون ناتجًا عن شيء لا يُنظر إليه عمومًا على أنه صادم، فعلى سبيل المثال، قد لا تبدو الصعوبات في المدرسة أو النضال من أجل تكوين صداقات، مؤلمة أو شديدة، مثل الذهاب إلى الحرب أو مشاهدة أحد أفراد أسرتك يموت، ولكن الإجهاد المزمن الذي تسببه يمكن أن يكون كافياً لدماغك للدفع إلى وضع الحماية.

ممارسة تمارين التأريض

إذا لاحظت أنك تنفصل، فإنه التمرين الأساسي لاسترجاعك، حيث تتدرب على التواجد في الوقت الحالي، ويمكن أن يساعدك في العودة إلى نفسك، عن طريق قضاء بضع دقائق حتى تدرك حواسك ومحيطك، يمكنك ممارسة تمارين التأريض من خلال تحديد:

• 5 أشياء تستطيع رؤيتها.
• 4 يمكنك سماعها.
• 3 أشياء تشعر بها.
• شيئان يمكنك سماعهم.
• شيء واحد يمكنك تذوقه.

تفاعل مع حواسك

على غرار تمرين التأريض، يمكن أن يساعد تحفيز حواسك على إعادتك إلى جسمك، مثلًا دلل قطتك، وركز على مدى نعومة ملمس الفراء، أشعل شمعة (candle) معطرة وخذ بضع لحظات للاستنشاق والاستمتاع بالرائحة، اذهب إلى حديقة وامش حافي القدمين على العشب، وانتبه إلى ملمس العشب تحت قدميك، حقا أي إحساس جسدي إيجابي يمكن أن يساعدك، بعد ذلك، ابذل قصارى جهدك للتركيز على هذا الإحساس.

“اقرأ كذلك: ألعاب فيدجيت لعلاج اضطراب تشتت الانتباه“

النصائح الإضافية لعلاج التفكك واضطراب تشتت الانتباه

إذا لم تجدي الاستراتيجيات السابقة نفعًا في علاجك من التفكك، فأنت حتمًا تحتاج لتجربة النصائح الإضافية لعلاج التفكك واضطراب تشتت الانتباه، والتي ربما تعود بالنفع عليك وتتمثل في:

تسجيل اليوميات

يأتي الانفصال بفجوات في الذاكرة وقدرة ضعيفة على التواصل مع مشاعرك، تسجيل اليوميات هي تمرين يمكن أن يساعد في كلا الأمرين، اجعل من المعتاد أن تجلس وتكتب عن يومك، مع التركيز على شعورك وما كنت تفكر فيه طوال اليوم، يحدث في اللحظات التي سبقت ذلك وكيف خرجت منه، يمكن أن تساعدك هذه التفاصيل في تحديد المحفزات وكذلك الطريقة الأكثر فاعلية لإعادة نفسك إلى الواقع.

“قد يهمك: مضاعفات فرط الحركة ونقص الانتباه“

جدولة أنشطة الرعاية الذاتية

مهما كان السبب، فإن التفكك هو طريقة دماغك لحمايتك من التجارب السلبية، إذا كنت متوترًا طوال الوقت أو كانت لديك علاقة سلبية بجسمك، فقد يؤدي ذلك إلى تفاقم أعراض الانفصام، لمواجهة ذلك، اعتد على القيام بأشياء طيبة وصحية لنفسك، يمكن أن يساعد إنهاء كل يوم عمل بحمام فقاعات وكتاب أو البدء كل صباح بجلسة رقص مدتها 10 دقائق إلى قائمة التشغيل المفضلة لديك في بناء علاقة أكثر إيجابية مع نفسك.

وفي النهاية نكون قد تعرفنا على التفكك واضطراب تشتت الانتباه (Attention Deficit Disorder and dissociation)، وعلى ماهية التفكك نفسه، وسلطنا الضوء على ارتباط التفكك واضطراب تشتت الانتباه وأهم الاستراتيجيات لعلاجه، وبالتطرق للحديث عن علاجه ننصحك ألا تستسلم لأعراضه نهائيًا، وحاول أن تقاوم حتى تتماثل للشفاء أو حتى تقل درجة معاناتك منه.

Originally posted 2022-09-15 05:00:30.